الأحد، 9 مايو 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
كيف تسرد الحكاية الشعبية
ومن أمثلة ذلك، الدهليز التالي: "طلعت والدنيا دغشة، لأعلق للتبن جحشة لقيت على غفلة قدامي، الحيط ينقب الحرامي، لا حني ولحته، من عزمي وقعت تحته، شوفوا رقبتي، ما أحمرها، من الكفّ اللي سلخته".
ولكل حكاية اسم، هو عنوانها، ويستمد من عنصر بارز فيها، من الشخصيات أو الحوادث، وهو اسم ثابت، قليلاً ما يتغير، وبعض العنوانات تطلق على عدة حكايات، مثل حكاية "الأخوات الثلاث".
وتبدأ الحكاية ببداية ثابتة محفوظة، مثل:"كان ياماكان، ياقديم يازمان، نحكي إلا ننام، إلا نصلي على محمد بدر التمام، كان في قديم الزمان....".
وكثيراً مايتم في الحكاية القطع، بالوقوف في موضع من الحكاية، والعودة إلى الوراء لسرد حديث عن شخصية، أو حادثة، يدعي الراوي أنه نسي سردها، بقولهن: "فاتني أن أحكي لكم..."، وإن كان يعمد إلى مثل ذلك، على الأغلب، لأن الحكاية مبنية على القطع، الذي يمكن أن يصطلح عليه في الحكاية الشعبية بالفوت.
وقد يخلط الراوي حكاية بحكاية، فيضع نهاية حكاية ما، موضع حكايته التي يرويها، أو قد تقترب الحكاية من نهايتها، فيشعر بحاجة المتلقين إلى سماع المزيد، فيصل حكاية بحكاية، وغالباً مايتنبه المستمعون إلى ذلك، فيقال عن الرواية عندئذٍ بأنه قد "وصل الحبل بالحبل".
وأحياناً يبتسر الراوية الحكاية، فيقفز سريعاً إلى نهايتها، لأنه يجد لدى المتلقين، مايحمله على مثل ذلك الابتسار، من ملل أونعاس.
وأحياناً أخرى يشرك الراوية المتلقين في حوادث الحكاية، وشخصياتها، فيخرج عن السرد ويفاجئ المتلقين، فيشبه أحدهم بإحدى الشخصيات، أو يدخله في الحكاية، ويعطيه دوراً فيها، على سبيل المزاح.
وتختتم الحكاية بخاتمة محفوظة وثابت